مدينة عسقلان

نظرة عامة عن المدينة:
لكل شيء ذروة وذروة الشام عسقلان هكذا قال عنها الصحابي الجليل عبد الله بن عمر.
تبلغ أهمية استراتيجية مدينة عسقلان من الناحية الاقتصادية، والتاريخية لكونها مُفترق طُرق تربط بين البحر الأحمر، والبحر المتوسط، مما جعلها هدفًا لمحطّ الأعداء في العديد من الفترات التاريخية في العصور الحديثة، ويتميز تاريخ عسقلان بالتنوع الثقافي والتأثيرات الحضارية التي جعلتها ذات أهمية كبيرة عبر التاريخ.
نُحيط بك علماً أنه بقراءة هذه المُدوّنة ستتعرف على قُصة مدينة عسقلان بكل سؤال يخطر بباك، وستتعرّف على الآتي:
– موقع المدينة.
– تاريخها.
– سُكانها الأصليون.
– مزاياها.
– السبب وراء تسميتها بهذا الاسم.
– ماذا يُطلق عليها الصهاينة.
الموقع الجغرافي:
تتمركز مدينة عسقلان في المنتصف بين القدس، وغزّة على طول الطريق المؤدي إلى يافا.
يشمل إطار عسقلان منطقتي المجدل، والجورة، ويأتي نصيب الجزء الأكبر لمنطقة المجدل من الأراضي القديمة لعسقلان.
وتحمل المدينة العديد من الآثار الإسلامية من المعالم، بما في ذلك الجامع الكبير، الذي بُني بأيدي أمير من أمراء المماليك، وهو سيف الدين سلار.

اسم عسقلان يعتبر الأقدم لهذه المنطقة، حيث يترجم إلى “الأرض المرتفعة”. عبر التاريخ، عانت المدينة من تدميرات متكررة،
وعند إعادة إعمارها، ظهرت مدينة المجدل كجزء منها.
تاريخ المدينة:
عسقلان، إحدى أقدم المدن في فلسطين، وتعتبر محطة أثرية ذات أهمية كبيرة، وتشير الحفريات إلى وجود حياة فيها منذ العصر الحجري الحديث.
تأسست في عهد الكنعانيين العرب، وشهدت تنوعًا في الحكم، حيث تخضع لفرعون مصر وقد شهدت ثورة ضده في عصور مختلفة.
في العصر الإسلامي، أصبحت عسقلان مركزًا للجيوش الإسلامية، وبنى فيها معاوية بن أبي سفيان مسجدًا استمر حتى عام 1949. تأثرت المدينة بالفتح الإسلامي وأصبحت مقرًا عسكريًا تبع ذلك فترة الحكم البيزنطي، والفاطمي والأموي حتى جاءت الصراعات الصليبية، ودافع المسلمون بشجاعة عن مدينة عسقلان الفلسطينية.
ولكن المدينة سقطت في أيدي الصليبيين، ثم تم تحريرها بواسطة صلاح الدين، وشهدت استعمارًا بريطانيًا وجهودًا يهودية للمستوطنات حتى أصبحت جزءًا من الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 بعد قصف أهلها وتهجيرهم قصراً.
وما زال الوضع قائماً حتى تاريخ كتابة هذه المدونة بتاريخ الرابع من يناير لعام ألفان وأربع وعشرون.

السكان الأصليون:
تعتبر مدينة عسقلان من أقدم المدن في العالم، حيث استوطنها الكنعانيون قبل ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، وقد تم بناؤها على الساحل بين سيناء والجليل، على طريق البحر، وقد عُثر على آثار المدينة الكنعانية التاريخية هناك.
في حوالي 1150 قبل الميلاد، استوطن الفلسطينيون القدماء المنطقة، قادمين من البحر الأبيض المتوسط، وذكرت التوراة مرارًا وتكرارًا أن عسقلان كانت مركزًا هامًا للفلسطينيين. في 604 قبل الميلاد، احتلتها بابل بقيادة نبوخذ نصر، وفي العهد الهيليني استخدموها كميناء لهم.
في القرن الأول قبل الميلاد، احتلها الملك الحشموني اليهودي إسكندر يناي، ورغم ذلك بقيت عسقلان كمدينة مستقلة.
بعد ذلك، فتحها القائد الإسلامي عمرو بن العاص وجعلها مركزًا، ثم احتلتها الصليبيون وتم تحريرها من قبل صلاح الدين.
مزايا المدينة:
1- موقع استراتيجي:
تتمتع عسقلان بموقع استراتيجي على الساحل البحري، مما يجعلها نقطة رئيسية على الطرق التجارية بين سيناء والجليل. هذا الموقع يجعلها مركزًا حيويًا للتجارة والتبادل الثقافي.
2- تاريخ غني:
بفضل تاريخها القديم والغني، تحتفظ عسقلان بآثار وبقايا تعكس الحضارات المتعاقبة التي سكنتها، مما يجعلها وجهة مثيرة للسياح والمهتمين بالتاريخ والآثار.
3- ميناء بحري حيوي:
يُعَدُّ ميناء عسقلان الموجود في المدينة من الموانئ الهامة، مما يعزز دورها كمركز تجاري وبوابة لتبادل البضائع والسلع بين مناطق مختلفة.
4- تنوع ثقافي:
بفضل موقعها الجغرافي، احتضنت عسقلان مجموعة متنوعة من الثقافات والشعوب عبر العصور، مما أضفى عليها طابعًا متنوعًا وثريًا من الفنون والعادات والتقاليد.
5- مركز تجاري واقتصادي:
تسهم مرافقها التجارية والاقتصادية الحديثة في جعلها مركزًا حيويًا يستقطب الأعمال والاستثمارات، ويوفر فرص عمل للمجتمع المحلي.
6- جاذبية سياحية:
بفضل شواطئها الجميلة والمعالم السياحية والأنشطة الترفيهية، تعتبر عسقلان وجهة سياحية مفضلة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتجربة فريدة ومتنوعة.
7- التنوع البيئي:
يتيح الموقع الساحلي لعسقلان الاستفادة من التنوع البيئي، مع وجود شواطئ، ومساحات خضراء، ومناطق صحراوية، مما يخلق بيئة متنوعة وجاذبة.
وتعتبر أهم المعالم بالمدينة:
– منتزه عسقلان الوطني:
منتزه عسقلان الوطني يشكل تحفة ثقافية على الساحل الجنوبي للمدينة. يُظهر المنتزه أسوار المدينة القديمة بشكل ملحوظ، إضافة إلى الأسوار الترابية الكنعانية، مما يعكس تاريخها العريق. يتسم المنتزه بآثار بيزنطية وصليبية ورومانية، ويعتبر موقع اكتشاف أكبر مقبرة للكلاب في العالم القديم. يضم المنتزه مقابر رومانية، ومغارتين هلنستية ورومانية، حيث تتميز المغارة الهلنستية برسومات فنية تصويرية مدهشة.
– الحمامات:
تاريخية بشكل مثير، حيث عُثر عليها في عام 1986، ويُعتقد أنها كانت تستخدم لأغراض دعارة. اكتشفت بقايا حوالي 100 طفل، معظمهم من الذكور، في المجاري تحت الحمامات، مما أشار إلى إمكانية التخلص من الأطفال حديثي الولادة غير المرغوب فيهم هناك.
– مقام الإمام الحسين:
موقع على تلة مرتفعة يطل على البحر، يُحاط بأشجار الجميز والعنب، ويتميز بالمناظر الخلابة والأسوار التاريخية لمدينة عسقلان.
– مقام الشيخ عوض:
مكان ديني يحتوي على مسجد على تلة مرتفعة، يُحاط بكروم العنب، ويتميز بتاريخ طويل من العناية والتقدير.
– المتاحف:
يحتوي خان ومتحف عسقلان على اكتشافات أثرية، بما في ذلك نسخة طبق الأصل من العجل الكنعاني الفضي.
كما يوجد متحف خارجي يُعرض فيه تابوتين رومانيين من الرخام يصوران مشاهد معارك وصيد ومناظر أسطورية.
– الحديقة المائية ومارينا عسقلان:
مارينا عسقلان توفر حوضًا للسفن لخدمات الإصلاح، وتُعتبر حديقة مائية تضم أماكن ترفيهية مثيرة على شاطئ عسقلان.

السبب وراء تسميتها بهذا الاسم:
كانت تاريخيًا بلدة كنعانية تُعرف باسم “مجدل جاد”، حيث كان “جاد” إله الحظ والأرض لدى الكنعانيين.
مع تهجير سكانها واستيطان الصهاينة لها، توسعت مدينة عسقلان لتشمل مناطق مثل قرية الجورة وحمامة، التي تم تهجير سكانها أيضًا، واكتسبت المدينة اسمها الحالي “عسقلان” تيمنًا بالميناء القديم، الذي تظهر آثاره بالقرب منها.
ماذا يُطلق على المدنية من خلال الصهاينة:
أشكلون لكننا نُردد ونقول أنها عسقلان الفلسطينية، وستظلّ عربية أمد الدهر.
في النهاية:
تتألق عسقلان الفلسطينية كمدينة تحمل عبق التاريخ ورونق الحضارات المتعاقبة. من قلبها القديم ينبعث الإرث الكنعاني العريق، وفي شوارعها يروي كل حجر قصة اندمجت في تاريخها الطويل، ومرّت بتحولات كثيرة، احتضنت حضارات مختلفة، وشهدت أحداثاً تاريخية ملهمة آملين أن تكون حُرة أبية في نتاج طوفان الأقصى وما لاقاه شعبها من تحديات، وقمع.
وفي ختام رحلتنا في أروقة عسقلان، نجد أنفسنا متأملين في جمالها الطبيعي وغنى تراثها الثقافي؛ بل هي ليست مجرد مكان، بل هي موطن للأحلام ومصدر للإلهام.
Hi, this is a comment.
To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.