محاولات لطمس الهوية الفلسطينية، وانتزاع حق الملكية من الفلسطينين: محطات في تاريخ الصراع الفلسطيني في الفترة من 1926 – 1930م
في الفترة من 1926 – 1930 شهدت أرض فلسطين العديد من الأحداث الهامة التي أثرت على البنية التحتية والسياسية والحياة اليومية للفلسطينين خلال تلك الفترة، من خلال التوسع الكبير في بناء المستوطنات اليهودية الصهيونية، وتشكيل قوانين وتشريعات تخدم مصالح الحركة اليهودية على أرض فلسطين.
المشهد الفلسطيني عــــــــــــــــــام 1926
شهد عام 1926 العديد من الأحداث:-
ففي شهر فبراير تم تصويب مرسوم سجلات الأراضي رقم 12، والذي قام بتقديم الاعتراف القانوني للأراضي التي تم بيعها خلال فترة الحظر (1918-1920) والسماح بصلاحية السجلات غير الرسمية المستخدمة من قبل المؤسسات الصهيونية، يما يخدم مصالح الصهاينة دون غيرهم من الفلسطينين أصحاب الأرض.
وفي ذات الشهر، تم منح المندوب السامي البريطاني الصهيوني صمويل امتيازًا حصريًا لشركة الكهرباء الفلسطينية تحت إدارة اليهود لاستخدام مياه نهر الأردن ونهر اليرموك في إنتاج الطاقة الكهربائية.
أما في أبريل، فقد شهدت فلسطين تغييرات مهمة في هياكل القوى الأمنية، حيث تم حل الدرك الفلسطيني ودمج أفراده في الشرطة الفلسطينية، وتحديد هيكل جديد للشرطة مع تفويض سلطات تفريق التجمعات والمواكب دون حاجة لأمر قضائي مسبق.
في مايو، تم إصدار قانون العقوبات المشتركة الذي دمج أحكام عدة مراسيم سابقة، مما منح الشرطة الفلسطينية سلطات إضافية في الأمن وفرض غرامات جماعية في الحالات التي لا يمكن فيها تحديد هوية الجناة، أو عندما يتقرر أن السكان غير متعاونين بشكل كافٍ مع الشرطة.
من الناحية الاجتماعية والثقافية، شهد عام 1926 أيضًا تأسيس عدة مستوطنات ومجتمعات يهودية مثل كيبوتس رمات دافيد وموشاف بيت شعاريم ومستوطنة بييت فيغان وموشاف كركور، الأمر الذي أثر على تشكيل البنية الاجتماعية والزراعية على أرض فلسطين.
___________
المشهد الفلسطيني عــــــــــــــــــام 1927
في 1 أبريل، اتحدت كيبوتسات هاشومير هاتزير لتشكيل حركة كيبوتس أرتزي، وهو تحالف يهدف إلى تعزيز الحركة الكيبوتسية وتطوير المجتمعات الزراعية الصهيونية كمجتمع مغلق داخل فلسطين.
في يوليو، ضرب زلزال عنيف المنطقة، حيث كان مركزه بالقرب من أريحا، وأسفر عن أضرار جسيمة في العديد من المدن مثل نابلس والقدس والرملة واللد وطبريا، ودمّر بشكل كامل عدة قرى، مما أسفر عن وفيات وجرحى بالمئات وأضرار كبيرة في البنية التحتية.
وفي سبتمبر، عُقد المؤتمر الصهيوني الخامس عشر في بازل، حيث ناقشت الجلسات الديموغرافية اليهودية ومشكلة المهاجرين والمغادرين اليهود من فلسطين، وظلت قضايا مثل الوكالة اليهودية تشكل جدلاً دائماً.
في 20 سبتمبر، تأسس كيبوتس بيت زيرا في غور الأردن، وفي 1 نوفمبر، تم تداول الجنيه الفلسطيني كعملة للانتداب البريطاني في فلسطين بين عامي 1927 و1948.
وفي نفس العام، تأسس كيبوتس عين شمر وكيبوتس شيفاييم، و موشاف هادار، هذه المجتمعات الزراعية اليهودية كانت تمثل جزءًا من الجهود الهامة التي قامت بها الحركة الصهيونية لتطوير الاستيطان اليهودي على فلسطين.
____________________
المشهد الفلسطيني عـــــــــــــــــــــــام 1928
شهد عام 1928 تطورات كبيرة في فلسطين:
– في شهر مايو، صدر مرسوم تسوية الأراضي رقم 9، الذي بادرت به السلطات البريطانية لتطبيق سياستها في التسوية الإمبريالية على المستعمرات، مما ساهم في تيسير استحواذ الصهاينة على الأراضي.
-في يونيو، عُقد المؤتمر الوطني الفلسطيني السابع في القدس، حيث أعلن المؤتمر أن السكان الفلسطينيين يطالبون بتأسيس حكومة ديمقراطية، لها دستوراً فلسطينياً مستقلة بعيداً عن هيمنة الإنتداب البريطاني، والوكالة الصهيونية.
في سبتمبر، وقعت حادثة حائط البراق في القدس:
أسباب حادثة البراق:
ففي 24 سبتمبر، كانت المحاولات اليهودية الأولى للسيطرة على الأماكن القدس واستفزاز الطوائف الدينية الأخرى ، داخل القدس بيوم الغفران:
– قام المصلون يهود بوضع مقاعد وأدوات طقسية قرب حائط البراق، وهذا طقس غير متعارف عليه،و لم يذكر في قانون الستاتوكو في العهد العثماني والذي يقضي بأحقية جميع الديانات القيام بالشعائر الدينية دون استفزاز أصحاب الديانات الأخرى، بطقوس مستحدثة تحت أي غرض.
– كما وضعوا ستاراً يفصل الرجال عن النساء، ونفخوا في الأبواق داخل القدس، وأثناء ممارسة أصحاب الديانات الأخرى لشعائرهم المقدسة.
الأحداث:
– تدخلت الشرطة البريطانية وازالة المقاعد، والأبواق، والستائر بعد رفضوا اليهود لمطالبة الشرطة بإزالتهم.
– اعترض اليهود على تصرف الشرطة البريطانية، ونظموا احتجاجاً، للمطالبة بتغيير الوضع الحالي لصالحهم، مما أثار مخاوف الفلسطينين من نيات يهودية للاستيلاء على المسجد الأقصى، وتشييد كنيس يطل على حائط البراق.
النتائج:
– هذا الأمر أثار حفيظة الفلسطينيون وهواجسهم ومخاوفهم واعتبروا ذلك مجرد مقدمة لاستملاك اليهود للمسجد الأقصى، وخصوصاً بعد المحاولات الصهيونية في السنوات السابقة لتوسيع حقوق اليهود في جوار الحائط، لشراء أبنية لصيقة به من الأوقاف الإسلامية.
– أسس الفلسطينيون “جمعية حراس المسجد الأقصى” وقرروا الدفاع عن مكانهم المقدس بداخله، وقدموا مذكرة إلى المندوب البريطاني يطالبون فيها، ألا يتخطى المصلون اليهود الحقوق التي كانوا يتمتعون بها في العهد العثماني.
في نوفمبر، عقد مؤتمر إسلامي في القدس للدفاع عن حائط البراق والأماكن الإسلامية المقدسة، وشارك فيه ممثلون إسلاميون من فلسطين وسوريا ولبنان وشرق الأردن.
وفي نفس الشهر، صدر الكتاب الأبيض، الذي أكد أهمية الحفاظ على الوضع القائم في حائط البراق، كما كان في العهد العثماني، مما أثار استنكار المجتمع الصهيوني ورفضه للقرار.
في ديسمبر، تأسس كيبوتس بيت هشيتا، وتولى السير جون تشانسلر منصب المفوض السامي لفلسطين.
شكلت أحداث عام 1928 توترات على المستوى السياسي والديني، والاجتماعي داخل فلسطين، وستكون مدخل للصراعات الخاصة بعام 1929.
____________________________________________
المشهد الفلسطيني عـــــــــــــــــــــــام 1929
في بداية العام أعلنت الموجه الخامسة للهجرة اليهودية، والتي استمرت حتى عام 1939، وصل خلال هذه الموجة إلى فلسطين |أكثر من 250 ألف مهاجر يهودي، وهو ما يعني ازدياد عدد السكان اليهود في فلسطين بنسبة 30 بالمئة.
– في فبراير تم بتأسيس مستوطنة زراعية في نتانيا، وهو حدث يشير إلى الحركة المستمرة للاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية.
– في مايو، تأسست حركة الشباب الصهيوني الديني بني عكيفا في القدس، وهي منظمة تعبر عن الطابع الديني والصهيوني للشباب وتسعى لأهداف محددة في البلاد، سيظهر تأثر خططها في ما بعد أثناء ثورة البراق في أغسطس بنفس العام.
– وفي يوليو تم تأسيس لجنة للدفاع عن الحائط المبكى في الجامعة العبرية، حيث شاركت هذه اللجنة فيما بعد في 14 أغسطس بعمل
اجتماع احتجاجي شارك فيه 6000 شخص في تل أبيب ونظمه الاتحاد العالمي للشباب العبري، تقرر فيه من قبل المراجعون والصهاينة المتدينين من مزراحي بتبنى أربعة قرارات ويدعو الحاخامية الكبرى ولجنة كلاوسنر إلى مواصلة النضال السياسي من أجل حائط المبكى.
– في نفس الشهر، أقر المؤتمر الصهيوني السادس عشر في زيوريخ ضم اليهود غير الصهيونيين إلى الوكالة اليهودية في فلسطين، ووافق على دستورها، مما كان له أثر كبير على التطور السياسي والاجتماعي في المجتمع الصهيوني.
– كمـــا، صدر مرسوم حماية المزارعين الذي ألغى حماية المستأجرين لحيازتهم لحيز من الأرض مما أثر على القدرة التصرفية لأصحاب الأراضي الفلسطينية.
– شهد شهر أغسطس أحداث دامية أثناء ثورة حائط البراق:
مقدمة عن حائط البراق:
يعتبر حائط البراق جزء من الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف، الحائط وما حوله كان جزءًا من الحرم القدسي ومحافظًا عليه إسلاميًا لأكثر من ألف عام، نجح اليهود في الحصول على السماح بصلواتهم هناك من السلطة العثمانية، ولكن تحت شروط الحفاظ على الوضع القائم وعدم استفزاز مشاعرغيرهم من الطوائف الأخرى التي تسكن المكان طبقاً لقانون الستاتيكو ، حافظ الانتداب البريطاني على هذا الوضع بعد تسلمه إدارة فلسطين، استناداً إلى المادة (12) من صك الانتداب لكن استمرت الجهود اليهودية لتغيير الوضع القائم منذ انحسار السلطة العثمانية، وهدفها تحقيق سيطرة يهودية على الأماكن المقدسة، وكان ماحدث عام 1928 كما سردنا في الفقرة السابقة، هو انكشاف للنوايا الصهيونية فيما يخص الحائط المبكي
أسبابها:
في 14 أغسطس كرر اليهود محاولاتهم السابقة، بإحضار معدات للاحتفال عند حائط البراق، و أمرت سلطات الانتداب اليهود بنزع الستار الذي وضعوه تجاوزاً، فرفضوا الانصياع.
الأحداث:
– كرر اليهود محاولاتهم بإحضار معدات للاحتفال عند حائط البراق يوم 14/8/1929م و أمرت سلطات الانتداب اليهود بنزع الستار الذي وضعوه تجاوزاً، فرفضوا الانصياع
– انطلق الشباب اليهودي بقيادة أقلية متطرفة قدموا من تل أبيب في اليوم التالي بمسيرة لم يسبق لها مثيل ، عبروا شوارع القدس وحين وصلوا حائط البراق رفعوا العلم الصهيوني، وبدءوا بترديد النشيد القومي الصهيوني (الهاتكفا) وشتموا المسلمين
– في اليوم التالي، 16 أغسطس 1929م (وصادف أن كان يوم المولد النبوي الشريف) انطلقت بعد صلاة الظهر من المسجد الأقصى تظاهرة عارمة سار فيها آلاف الغاضبين حتى حائط البراق، وحدثت مناوشات بين الفلسطينين واليهود
– تفاقم الوضع في اليوم التالي حين تحول شجار نشب بين شاب يهودي وآخر فلسطيني إلى عراك أسفر عن إصابة أحد عشر شاباً من الطرفين بجروح مختلفة، وحين وصلت قوة البوليس إلى المكان هاجمتها جمهرة اليهود فأصيب فلسطيني وأحد أفراد قوة البوليس بجروح خطيرة
– اعتدى بعدها اليهود على بيوت العرب في القرى المجاورة، وجرحوا بعض سكانها.
– توفى شاب يهودي اصيب في اليوم السابق اليهود فحولوا جنازته يوم 20أغسطس إلى تظاهرة سياسية صاخبة ضد الحكومة وضد الفلسطينيين على حد سواء، ما دفع الحكومة إلى استقدام عدد من المصفحات ووضعها، على الطريق بين تل أبيب والقدس تحسباً لتفاقم الأوضاع.
– في 22 أغسطس قامت الحكومة بعمل اجتماع ودياً بهدف التهدئة، بحضور ثلاثة من زعماء العرب البارزين وثلاثة من نظرائهم اليهود. وتم الاتفاق على استئنافه في يوم 26 ، إلا أن الشارع الفلسطيني في ذلك الوقت كان في مرحلة الغليان .
– 23 قام القرويين العرب الذي تم الإعتداء عليهم ظلماً من قبل الصهاينة، بالتوجه إلى القدس محملين بالهراوات والسيوف، وبعد أداء صلاة الجمعة رد العرب الإعتداء على بعض ضواحي اليهود، إلا أن الشرطة البريطانية كانت لهم بالمرصاد فأطلقت على القرويين النار، وغطت الطائرات والسيارات المصفحة مدينة الرملة متجهتاً إلى القدس، وسرعان ماعم الهدوء على الشوارع.
– عمت أخبار ما جرى في القدس أرجاء فلسطين والبلدات العربية، فانطلقت الجماهير في مظاهرات غاضبة اتجه بعضها في غارات على أحياء اليهود، وبعضها إلى مراكز حكومة الانتداب والبوليس البريطاني، ونشبت اضطرابات عنيفة بسبب إطلاق البوليس النار على المتظاهرين.
– هجم الفلسطينيون على عدة مستوطانات يهودية في يافا، أطلق البوليس البريطاني النار على المتظاهرين وصد الهجوم على المستعمرة.
– رد اليهود الإعتداء على الفلسطينين في يافا، وقتلوا 6 مواطنين على رأسهم إمام المسجد.
– وقع هجوم يهودي آخر على مسجد عكاشة في القدس، وانتهكوا حرمة هذا المسجد القديم الذي ينظر إليه السلمون باحترام بالغ ودنسوا أضرحة الأنبياء التي يضمها.
– عندما علم أهل الخليل بما حدث، قام بمسيرة هاجموا فيها مدرسة يهودية وقتلوا شاباً يهودياً، كما هاجموا الحي اليهودي
النتائج:.
– قتل خلال تلك الإشتباكات، 116 فلسطيني، وجرح 232 آخرين.
– بينما قتل 133 يهودياً، وجرح 339 آخرين.
– شكلت الثورة تحولاً في العلاقات العربية البريطانية، حينما أصدر تقرير شو ليبين أن القتلى والجرحي في الفلسطينين كان برصاص البوليس البريطاني الذي كان يشكل حماية منيعة لليهود.
– بعد الثورة صار العداء البريطاني على العرب صريحاً وتجلى في ممارسات القمع الموجهة ضد العرب، حيث قامت حكومة الإنتداب بإعتقال زعماء ثورة البراق العرب وحكمت عليهم بالإعدام، تحول الحكم فيما بعد إلى السجن المؤبد باستثناء ثلاثة منهم (عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي) الذين واجهوا الشنق في سجن عكا يوم الثلاثاء 17 يونيو 1930.
– في 13 سبتمبر تشكلت لجنة للتحقيق في اضطرابات حائط البراق/ الحائط الغربي تُدعى (لجنة شو ) للتقصي في الأسباب المباشرة التي أدت إلى اضطرابات ثورة البراق، ولتقديم توصيات بشأن الخطوات الضرورية لتجنب تكرارها
– شهد شهر أكتوبر إصدار بريطانيا مرسوم قانون العقوبات الذي حدد الجرائم التي تُعتبر إثارة للفتنة ضد سلطة الانتداب وأعطى صلاحيات واسعة للقمع وفرض العقوبات، ومنها الترويج للحرب الأهلية؛ استخدام السلاح ضد الحكومة؛ التحريض على التمرّد؛ حثّ الجنود أو رجال الشرطة على الفرار؛ نشر وثائق أو أخبار كاذبة بغرض إثارة الفتنة؛ التدريب أو التدرّب على استخدام السلاح دون ترخيص من المندوب السامي؛ إهانة العلَم البريطاني؛ الانضمام إلى جمعية غير قانونية، أو تقديم مساهمات لها؛ المشاركة في تجمّع غير قانوني، أو في أعمال شغب.
في نهاية أكتوبر، عُقد المؤتمر النسائي العربي الفلسطيني الأول في القدس بمشاركة نحو 300 سيدة، حيث تمثلت المطالب الفلسطينية بإلغاء وعد بلفور، ووقف الهجرة اليهوديّة، وإبطال قانون العقوبات الجماعيّة، ووضع حدّ لمعاملة الشرطة السيئة للمتظاهرين أو المعتقلين الفلسطينيّين.
هذه الأحداث لها أهميتها في تشكيل سياق الصراعات السياسية والاجتماعية في فلسطين خلال عام 1929، وأثرت بشكل كبير على الواقع الفلسطيني والعربي في ذلك الوقت.
___________________________________
المشهد الفلسطيني عـــــــــــــــــــــــام 1930
شهد عام 1930 العديد من الأحداث البارزة التي أثرت على الوضع السياسي والاجتماعي داخل فلسطين من بين الأحداث الرئيسية:
– تأسيس حزب “ماباي” (حزب عمال أرض إسرائيل): في الخامس من يناير عام 1930، تم تأسيس حزب “ماباي” السياسي اليساري بعد دمج “هابويل” و”حتساير”، اللذان كانا يعملان في ميدان السياسة الإسرائيلية بتوجيهات يسارية.
– وفي 14 يناير عُقد المؤتمر العام للعمال العرب في فلسطين:بحضور 61 مندوبًا يمثّلون 3020 عاملًا فلسطينياً من مختلف المناطق، طُلب فيه بثماني ساعات عمل في اليوم والحق في الإضراب وتوظيف العمال العرب في القطاع الحكومي بنسب متناسبة مع عددهم في السكان.
– وفي نفس اليوم، أثناء مطالبة العرب بحقوقهم داخل فلسطين، تشكلت لجنة دولية بسويسرا من قبل عصبة الأمم وبريطانيا للتحقيق في للتحقيق في الحقوق والمطالب المتعلقة بحائط البراق، وسوف تقدم تقريرها بشهر ديسمبر من نفس العام.
– في 12 مارس، أصدرت لجنة شو تقريرًا حول اضطرابات حائط البراق، جاء فيه:
+ أنّ الهجرة الصهيونيّة والقوانين المتعلقة بالأراضي هي السبب الرئيسي للاضطرابات.
+ كما أشار إلى تخوف العرب بالحرمان من أراضيهم، ووسائل معيشتهم، بسبب القوانين التي تخدم مصالح الهجرة اليهودية والشراء التعسفي للأراضي بسبب قوانين سلطة الإنتداب.
+ كما أوصت لجنة شو الحكومة البريطانية بـنشر بيان عن خطتها لطمئنة الفلسطينين وتهدئة الأوضاع يتضمن ما يلي:
+ تفسيرها لما جاء في صك الانتداب بخصوص حماية حقوق الطوائف غير اليهودية.
+ تعليمات واضحة بشأن المسائل الهامة كالأراضي والمهاجرة.
+ العمل على منع تكرار التهجير الزائدة الذي حصل سنتي 1925 و 1926.
+ وضع طريقة يمكن بواسطتها أخذ رأي الهيئات غير اليهودية في فلسطين.
+ القيام بتحقيق علمي عن وسائل تحسين أساليب الزراعة، ومنع مايحدث من إجلاء للمزارعين الفلاحين الفلسطينين عن الأراضي التي يزرعونها.
+ التأكيد بأن المركز الخاص الذي أُعطي للمنظمة الصهيونية بموجب صك الانتداب، لا يخولها الاشتراك بأية درجة كانت في حكومة فلسطين.
+ كما أعربت لجنة شو عن تأييدها صدور مرسوم قانون العقوبات.
– في ابريل أرسل الحاج موسى كاظم الحسيني كبير الرجالات في فلسطين وفداً رابعاً إلى لندن:
حيث أعلن الوفد في نهاية زيارته أن البريطانيّين رفضوا مطالبه بـ:
+ وقف الهجرة الصهيونيّة الجماعيّة إلى فلسطين والاستحواذ الصهيونيّ على الأراضي في فلسطين.
+ إقامة حكومة ديموقراطية تمثيليّة.
– احتج الصهاينة على تقرير لجنة شو، لذا أرسل وزير المستعمرات البريطاني اللورد باسفيلد بوفد مع السير جون هوب سمبسون، بهدف تهدئة احتجاجات الصهاينة، والبحث في موضوع الهجرة واللإستيطان داخل فلسطين في 2 مايو.
– فيما عرف 17 يونيو بالثلاثاء الأحمر بين الفلسطينيون، حيث تم تنفيذ حكم الإعدام على 3 من زعماء ثورة البراق كما ذكرنا في نتائج ثورة البراق.
-وفي أغسطس أصدر جون هوب سمبسون تقريره،حول الهجرة والاستيطان حيث جاء فيه:
+لا يوجد أراضي فلسطينية مطورة تتسع لمستوطن واحد، والحل هو تطوير مكثف لفلسطين الريفية.
+أوصى بلجنة تكون مسئولة عن استيطان الأراضي واستعمارها.
+الاستفادة من تعداد السكان المقبل للتأكُد من عدد العرب الذين فقدوا أراضيهم، نتيجة انتقالها إلى المستوطنين اليهود.
-وفي أكتوبر، أصدر باسفيلد رئيس المستعمرات، كتابًا أبيض يؤكد آراء تقارير سمبسون ولجنة شو، مؤكداً على:
+ عند تقرير مقدرة البلاد على استيعاب مستوطنين جدد، الأخذ في الاعتبار عدد العاطلين من العرب واليهود لتقرير نسبة المهاجرين التي يجب السماح بها.
+أن الفترة اللاحقة تحتاج تنمية زراعية أكثر منهجية، لضمان الإستخدام الأمثل للأراضي.
+ كما وصى، بإنشاء مجلس تشريعي لتفادى تكرار الأزمة التي وقعت في سنة 1923.
– في أول ديسمبر، ظهر تقرير لجنة البراق، حيث أفصحت اللجنة الدولية عن أن ملكية حائط البراق تعود للمسلمين بشكل عيني وأن لليهود حرية الوصول بشروط معينة.
– وأثناء عام 1930، زرعت المنظمة الصهيونية شوكة جديدة في عنق أرض فلسطين،بتأسيس كيبوتس نان من قبل مجموعة من الشباب الصهيوني، بعزل ذلك الجزء من الأرض عن حيازة الفلسطينين اجتماعياً وجغرافياً
تلك الأحداث والتطورات التي حدثت على أرض فلسطين في الفترة من 1926- 1930 م غيرت الشكل الجغرافي والتوزيع السكاني للهوية الفلسطينينة، بإلصاق هويات جديدة مستعمرة للأرض والموارد الطبيعية، والتوزيع السكاني، من خلال قوانين مجحفة ساهمت في مساعدة الجمعية الصهيونية في تحقيق أهدافها خلال تلك الفترة.
Hi, this is a comment.
To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.