تاريخ فلسطين

عام النكبة جرح ينزف في جسد فلسطين منذ 76 عام وما زال سلسال الدم مستمر

في عام 1948، أُجبر حوالي 800 ألف فلسطيني على مغادرة وطنهم نتيجة الطرد الجماعي الذي نفذه المستوطنون اليهود باستخدام الترهيب وقوة السلاح، تقدر بعض المصادر أن 280,000 منهم نزحوا إلى الضفة الغربية، و70,000 إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن، و 190,000 إلى قطاع غزة، و100,000 إلى لبنان، و75,000 إلى سوريا، و7,000 إلى مصر، و4,000 إلى العراق، بينما توزع الباقون على دول عربية أخرى. 

توجه النازحون إلى المناطق الأقرب لمواقعهم الأصلية: مثلاً، نزح معظم سكان عكا وحيفا إلى لبنان، وسكان صفد وطبريا وبيسان إلى سوريا، وسكان اللد والرملة إلى الضفة الغربية، وسكان مدن الجنوب مثل أشدود والمجدل وبئر السبع إلى قطاع غزة والخليل.

تمت عملية التهجير هذه على أربع مراحل وفق مخطط صهيوني إسرائيلي استند إلى اعتبارات جغرافية وديمغرافية، لم يكن التهجير مجرد نتيجة عرضية للحرب، بل كان جزءًا من استراتيجية ممنهجة لإخلاء فلسطين من سكانها العرب، حيث ارتكبت الميليشيات الصهيونية، مثل الإرجون و الهاغاناه ، عدة مجازر لترويع السكان وإجبارهم على الهرب، اتجاه المناطق الحدودية كما يحدث الآن في غزة، حيث قامت إسرائيل بشن هجماتها على غزة زحفاً من الشمال إلى الجنوب ودفع النازحين اتجاه رفح الحدودية مع مصر، ولكن تلك الإستراتيجية يعلمها الفلسطينيين والعرب جيداً.

مراحل التهجير القسري عـــــــــــــــــــــــام 1948، تجدها هنا



ارتكاب المجازر، وترويع الآمنين هي سياسة العصابات الصهيونية إلى يومنا هذا فماذا حدث عام 1948

هناك أكذوبة روجتها معظم الأنظمة السياسية العربية مفادها، أن المواطن الفلسطيني هو من ترك بيته بمحض إرادته، ولكن عند البحث في تاريخ فلسطين ستجد أن المواطن الفلسطيني لم يتخلى يوماً عن أرضه، حتى لو كانت روحه هي الثمن.
شهدت فلسطين نزوح العديد من العصابات الصهيونية قبل عام النكبة بسنوات عديدة، كان الغرض منها هو زرع الخوف والرعب في قلوب الفلسطينيين، وحينما ترتكب المجازر في حق الفلسطينيين كان مبرر المنظمات الصهيونية بأن هذه فعلت بعض العصابات وسوف يتم معاقبتها، من ناحية أخرى كانت بريطانيا هي درع الحماية لتلك العصابات أثناء الإنتداب البريطاني على فلسطين.
العصابات الصهيونية هي اللبنة الأساسية في بناء دولة إسرائيل المحتلة، فقد كانوا متوحشين متعطشين للدماء معظمهم من مهاجري أوروبا، الذي فروا من سياسيات النازية في ذلك الوقت، ولم يجدوا سوى الفلسطينين كوسيلة لتفريغ الوحش الذي تكون بداخلهم.
حينما تقرأ في تفاصيل المجازر التي ارتكبت عام 1948 وما قبلها وما بعدها إلى يومنا هذا، سيظهر انعكاس الجانب النفسي السيكوباتي التي يمثل الشخصية الأساسية لدولة إسرائيل المحتلة.

إليك أبرز  المجازر التفصيلية التي ارتكبت في عام النكبة، سوف تجدُها هُنا

الإرهاب الصهيوني، “هل اقتصر دور الميليشيات الصهيونية على قتل العرب فقط؟”

المليشيات الصهيونية كالإعصار، يمارس ساديته على الجميع بفضل الدعم المادي والسياسي من قبل بريطانيا، ودول الإتحاد الأوروبي وأثرياء أوروبا.

هناك حادثتين انقلب فيها السحر على الساحر، وذلك حينما هاجمت العصابات الصهيونية البريطانيين وارتكبت فيهم مجزرتين:
– عام 1946، قامت المليشيات الصهيونية بتفجير فندق الملك داوود، وقتلت 91 بريطاني.

– عام 1947، قامت عصابة الأرغون بتفجير نادي الضباط البريطانيين، وقتل في هذه الحاثة 16 بريطاني وجرح 13 آخرون، كما خطفوا جنديين آخرين وأعدموهُم شنقاً وعلقوهم.


1948 عام دموي يريد الجميع التملص مما حدث فيه، حتى إسرائيل نفسها أرادت أن تغسل يديها مما حدث هذا العام فَصرحت بالتالي:
بعد إعلان دولة إسرائيل قامت بعمل تصريح، في معناها أن الجماعات الصهيونية (الأرغون، و الهاغانا، وشتيرن، البالماخ) أنها مجرد جماعات متطرفة لا تمثل إسرائيل.
والحقيقة أن:
– تلك الجماعات المتطرفة لم تكن سوى النواة التي شكلت الجيش الإسرائيلي في عام 1948، قادة هذه الميليشيات مثل (مناحيم بيجن ،عضو مؤسس منظمة الإرجون)، و(إسحق شامير، كان رئيس عصابة شتيرن)  أصبحوا لاحقًا رؤساء وزراء إسرائيل، لعبوا دورًا محوريًا في تأسيس الدولة الإسرائيلية وتعزيز سياساتها العدوانية.
– كما أن لا يوجد أي دليل أن تلك الحركات تم سجن منتسبيها أو ما شابه من قبل إسرائيل بشكل رسمي. خاصة أن كثير منهم يتكلمون بصراحة عن القتل والاغتصاب الذي فعلوه خلال مجازر مختلفة مثل مذبحة الطنطورة، ( حانوخ عميت جندي في لواء الكسندروني ) يتحدث عن كيف قتلوا الفلسطينيين بحرية ودون تأنيب ضمير عام 1948 تجد اعترافه في هذا الرابط

عام النكبة ليس مجرد حدث تاريخي بل هو جرح مفتوح في قلب كل فلسطيني، يذكّرهم بالعذابات والتهجير والظلم الذي تعرضوا له على مدار السنين، لم تكن البداية عام النكبة ولكن منذ السنوات التي سبقت هذا العام استعداداً لقيام دولة بني إسرائيل المزعومة، على أنقاض وأشلاء أصحاب الأرض، انتهى ذلك العام الدموي بقيام دولة الإحتلال وسط اعتراف وترحيب دولي بها مخلفة ورائها نتائج ما فعلته وهي كالتالي:


– تهجير حوالي800,000 فلسطيني من أصل مليون و400 ألف من أراضيهم تحت تهديد السلاح أي نسبة 54% من الفلسطينيين إلى مصير مجهول بالضفة الغربية وقطاع غزة والدول المجاورة.

– تدمير 513 قرية من أصل 774 قرية ومدينة فلسطينية.

– قيام دولة اسرائيل على أكثر من 85 % من فلسطين التاريخية والبالغ مساحتها 27 ألف كيلو متر مربع.

– رغم التدمير والقتل والتشريد، بقي نحو 150 ألف فلسطيني فقط في المدن والقرى العربية داخل إسرائيل، ارتفع عددهم ليصل في أبريل عام 2023مليونين و48 ألفا، بينهم 400 ألف في الأراضي المحتلة. ويمثل عرب 48 نسبة 21% من سكان إسرائيل البالغ عددهم 9 ملايين و727 ألف نسمة، “وفقاً الإحصائية الصادرة عن دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية في أبريل 2023”.

– خلال النكبة وفي الصراع المستمر منذ عام 1948 فقد ما يزيد عن نحو 134 ألف فلسطيني حياتهم.”أفاد تقرير حكومي فلسطيني”.

–  تم تسجيل نحو مليون حالة اعتقال منذ “نكسة” عام 1967، جاء ذلك في بيان صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يستعرض فيه أوضاع الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى السنوية الـ 76 لنكبة 1948.

– وفق المعطيات، فإن عدد الأسرى في سجون إسرائيل يقدر اليوم 7,800 حتى نوفمبر 2023 (الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني)، كما بلغ  عدد المعتقلين إداريا أي دون تهمة 2870.

– لم يكن مسيحيو فلسطين بمنأى عن النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948، فقد تعرضوا للتشريد والتهجير والملاحقة أسوة بالمسلمين.

– وفق أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية حنا عيسى، فإن من بين الفلسطينيين الذين تعرضوا للتهجير وعاشوا تجربة اللجوء -قبل 65 عاما- ما بين 40 و50 ألفا من المسيحيين العرب، الذين كانوا يشكلون أكثر من ثلث السكان المسيحيين في فلسطين عام 1948.

– وقال عيسى في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه إن عدد السكان المسيحيين كان يتجاوز 30 ألف مسيحي في القدس عام 1944، ثم تراجع عددهم تدريجيا ليصبح اليوم أقل من 5 آلاف نسمة.شهد عام 1948 تحولات جذرية وأحداثًا مأساوية قلبت حياة الشعب الفلسطيني رأسًا على عقب، حدث فيه أكبر عملية تهجير وتطهير عرقي في القرن العشرين بقيادة إسرائيل وتحت أعين الأمم المتحدة ، فقد شهد هذا العام مقتل 15 ألف وتهجير حوالي800,000 فلسطيني من أراضيهم تحت تهديد السلاح أي نسبة 54% من الفلسطينيين إلى مصير مجهول، وتعيش غزة الآن نفس السيناريو الذي عاشه الأجداد على مرأى العالم أجمع، وفيما يلي استعراض للأحداث والتبعات التي حدثت عام 1948 استنادًا إلى مصادر تاريخية متعددة.


بداية طمس الهوية الفلسطينية، وإنشاء دولة الإحتلال

بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى وعقد إتفاقية سايكس بيكو، كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وخلال هذه الفترة، وعدت بريطانيا الحركة الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين من خلال وعد بلفور عام 1917، وهو وعد وصفه المؤرخ الإسرائيلي آفي شليم بأنه “لم يكن لبريطانيا حق أخلاقي أو سياسي أو قانوني يخولها أن تعد بإعطاء أرض هي ملك للعرب إلى أناس آخرين” هذا الاعتراف يأتي ضمن سلسلة من الانتقادات التاريخية لـِلدور البريطاني في تأجيج الصراع في فلسطين، بموجب هذا الوعد، وعدت اتفاقيات أُخرى…… “هاجر إلى فلسطين من بداية القرن العشرين وحتى عام النكبة أكثر من 445 ألف من يهود أوروبا وموالين الصهيونية، باعتبارها الوطن القومي الجديد الذي سيشهد على ولادة الدولة الصهيونية (إسرائيل).



خطط تُحاك في السر لتنفيذ الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني 


بدأ التخطيط لتطهير عرقي في فلسطين قبل عام النكبة بمدة طويلة. ويؤكد المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه أن زعماء الصهاينة وقادتهم العسكريين عقدوا اجتماعات دورية لمدة عام كامل، من مارس 1947 حتى مارس 1948، للتخطيط لعملية تطهير عرقي تستهدف السكان العرب الفلسطينيين. 

اعتراف دولي وترسيم إسرائيل كدولة بدلاً من فلسطين

تم تأسيس الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو عام 1945 بدعم 51 دولة من بينهم إسرائيل التي لم تكن دولة في ذلك الوقت، وكان من يمثلها الوكالة اليهودية الصهيونية في المؤتمرات الدولية، اعتبرت الأمم المتحدة إسرائيل دولة لها حق التصويت في حين أن رقعة الأرض التي تمثلها إسرائيل ماهي إلا دولة فلسطين تحت ظل الإنتداب البريطاني، وقد كانت تعاني في ذلك الوقت من الهجرة اليهودية الصهيونية ومناوشات عصابات الهاغاناة والأرغون،ة التابعة لإسرائيل.

وفي عام 1947 صوتت الأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية، بعد ذلك القرار وفي 14 مايو 1948 انسحبت القوات البريطانية من فلسطين، وأعلن ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل وانتهاء الإنتداب البريطاني، وخلال دقائق من هذا الإعلان، اعترفت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي بإسرائيل كدولة شرعية، مما شكل دعمًا دوليًا حاسمًا للصهاينة
في حرب الإبادة التي شنها الإسرائيليين ضد الفلسطينين وقد ظهرت بوادرها في نفس العام قبل إعلان دولة إسرائيل.

وهنا تكون الصورة واضحة تماماً، فولادة المجازر الصهيونية تجاه الشعب الفلسطيني كانت من رحم  الدعم البريطاني والأمم المتحدة.

تسلسل زمني لأحداث النكبة والمجازر تجده هنا


 حينما كانت الدول العربية ماتزال عصبة واحدة، المقاومة العربية ضد المليشيات الصهيونية


عقب قرار تقسيم فلسطين عام 1947 وإعلان بريطانيا انتهاء الانتداب البريطاني، قوبل هذا القرار برفض الدول العربية والفلسطينيين، الذين لم يجدوا من يدعمهم سوى أنفسهم.
جامعة الدول العربية:
في 8 ديسمبر: رفضت الجامعة العربية قرار التقسيم وقررت تشكيل جيش الإنقاذ لمساعدة المدنيين في التصدي لهجمات عصابات الصهيوني التي كانت بدأت شن إرهابها على المدنيين الفلسطينين قبل النكبة بعدة أعوام، ووضعت تحت تصرّف اللجنة العسكريّة الفنيّة 10,000 بندقية، و3,000 متطوّع (من بينهم 500 فلسطينيّ)، و1,000,000 جنيه إسترلينيّ إضافيّ.

موقف الجيوش والبلدان العربية:

وعلى صعيد آخر تجمعت القوات العربية لتوحيد الصفوف والدفاع عن فلسطين:
شكلت المملكة المصرية أكبر قوة عربية في الحرب بإرسال 10,000 جندي تحت قيادة اللواء أحمد علي المواوي.
تلتها المملكة الأردنية الهاشمية بـ 4,500 جندي بقيادة غلوب باشا.
وشاركت العراق بـ 2,500 جندي بقيادة العميد محمد الزبيدي.
بينما ساهمت سوريا بـ 1,876 جندي بقيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم.
أما لبنان فقد شارك بكتيبتي مشاة وفصيل مدفعية هاون وبطارية مدفعية بقيادة العميد فؤاد شهاب.
كما قدمت السعودية قرابة 3,200 جندي بقيادة العقيد سعيد بك الكردي. بالإضافة إلى ذلك.

إجمالي عدد الجيش العربي وجيش الإنقاذ 25 ألف في مواجهة  75 ألف من العصابات الصهيونية الأكثر تطرفاً الأرغون، و شتيرن  و البالماخ”  وبلغ عدده في شهر يونيو 107 ألف والمدعومة بشكل كامل من قبل المنظمة الصهيونية وأثرياء أوروبا حيث بلغ عددهم في بداية العام وكانوا يمتلكون العدة العسكرية الكافية للفوز بهذه الحرب.

في هذه الحرب الغير متكافئة في العدة والعتاد، استمر القتال بين الجيوش العربية الغير نظامية، والعصابات الصهيونية التي انتهجت في هذه الحرب سياسة تفخيخ المباني والسيارات وأثارت الرعب في الشارع، كما حققت الجيوش العربية بعض الانتصارات وتحرير بعض المناطق، فعلى سبيل المثال:
– ألحق الجيش الأردني بالإسرائيليين خسائر كبيرة، واحتفظ بالقدس والضفة الغربية كاملة حتى انتهاء القتال.

– أما الجيش العراقي فخاض معارك شرسة في مدينة جنين شمال الضفة الغربية مدعوما بمقاتلين فلسطينيين، وتمكن من إخراج كافة القوات اليهودية منها، كما اقترب من تحرير مدينة حيفا (شمال غرب القدس) بعد أن حاصرها.

– استولت القوات النظامية اللبنانية على قريتي المالكية وقَدَس في الجليل الأعلى جنوب الحدود اللبنانية (الجبهة الشمالية للقتال)، وواصلت القتال حتى فرض مجلس الأمن الدولي على لبنان وقفا لإطلاق النار في 10 يونيو.

فرض مجلس الأمن وقف إطلاق النار أكثر من مرة أثناء الحرب، امتثلت القوات العربية للقرار بينما خرق الإسرائيليون الهدنة وحققوا خسائر فادحة في صفوف الجيوش العربية، كما أن قرارات مجلس الأمن كانت جائرة كالعادة في حق العرب كما فعلت مع الجيش اللبناني


انتهت الحرب في 7 يناير بعد سلسلة من الهزائم للقوات العربية، حيث قدر عدد القتلى الفلسطينيين في هذه الحرب بنحو 15,000، بينما تراوح عدد قتلى الجيوش العربية بين 3,700 إلى 7,000 جندي، وبرغم الهزيمة العسكرية، أثبتت الدول العربية قدرتها على التوحد في مواجهة الخطر الصهيوني، إن ذاك.



سياسة التهجير والترويع التي تتبعها الصهيونية في الحروب مستمرة حتى الآن، البداية عام النكبة


مصدر
مصدر
مصدر
مصدر
مصدر
مصدر
مصدر
مصدر
مصدر
مصدر
مصدر
مصدر
مصدر

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً على Ashlee Merritt إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى