مسودتي الأخيرة التي لم تُنشر بعد

- Knowledge is power
- The Future Of Possible
- Hibs and Ross County fans on final
- Tip of the day: That man again
- Hibs and Ross County fans on final
- Spieth in danger of missing cut
فتح العالم الغربي التلفاز في ال ٧ من أكتوبر على خبر طوفان الأقصى وبدأ الجميع يتعاطف مع الكيان الصهيوني باعتباره المعتدى عليه من قبل حماس، ولكن هل طوفان الأقصى هو البداية أم أن العالم يشاهد الفصل الأخير في تاريخ القهر والفصل العنصري الذي يتعرض له شعبي الغزاوي.
أهلاً بكم أنا بيسان حلاسة، ١٩ عام في السنة الثالثة بكلية الطب البشري من مدينة غزة، أُحب الحياة والاستمتاع بها
ولا سيما في مدينة غزة التي تتميز بطبيعتها الساحرة، فكل شبر بهذه الطبيعية هو شاهِد على جسد شهيد تم قتله ظلماً وعدواناً على أيدي الإحتلال.
ماتراه الآن على شاشة التلفاز هو الفصل الأخير من المشهد، الذي يتكرر بدون تغطية إعلامية، وكل من حاول نقل الخبر وإظهار الحقيقة من داخل غزة يتم وضعه في قائمة الإغتيالات، يتم اغتياله برصاصة عابرة مبررها الدفاع عن النفس!
الدفاع عن النفس يكون ضد شخص يحمل سلاح، فكيف بطفل يحمل حجارة!
أو صحفي يحمل كاميرا يغطي بها ما يحدث!
أو طبيب يداوي المرضى ولايريد ان يتركهم أثناء القصف على المستشفيات لينجو بحياته!
من وقت لآخر تحدث غارات على قطاع غزة، نفقد فيها أصدقائنا وأهلنا، نحزن ونناشد ونرفض مايحدث من ظلم ولا يسعنا الدفاع عن أنفسنا سوى التنديد بما يحدث عبر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي


في كل غارة تحدث على غزة يتم تفجير البنايات على ساكنيها، يصبح المأوى رماد يحوي أجساد الشهداء والجرحى، بعد انتهاء الغارة يلملم ماتبقى من كل عائلة أنفسهم ويتوجهون إلى المدارس التي تحولت إلى ملاجئ للناجين من غارات الإحتلال، فمعظمهم أصيبوا بعاهات مستديمة تمنعهم من العمل وكسب المال، فنذهب من وقت لآخر إلى المخيمات والمدارس من أجل المساعدة والترفيه عن إخواننا في مصابهم، ولا يسعنا سوى التنديد بما يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي.

أحب عائلتي كثيراً وأتمنى ألا أُندد بما حدث لهم في قصف ما كما أفعل دائماً، وأنا أعرف أن الكلمات لا تستطيع ما يعتري قلبي من ألم على ما يحدث لمدينتي وشعبي الغزاوي، أتمنى ألا أُختبر بألم فقد عائلتي، فليس هناك متسع في قلبي فقد تألم بما يكفي من رؤية ما يحدث.
تم تهجيرنا من منزلنا بعد بدء قصف منطقة الشجاعية التي نعيش بها، إلى حي الزوايدة، وتبقي أخي عمر مع أبي الذي يعمل مع المنظمات الحقوقية لتغطية أحداث طوفان الأقصى والتنديد بما يحدث لنا.
هاتفته منذ قليل لكي يرسل إلينا عمر، فلقد افتقدته كثيراً، وأنا سعيدة جداً برؤيته فحديثي معه يشعرني بكيف أن الحياة رائعة وأن أحلامه وأحلامنا تستحق مستقبل مشرق آمن لتحقي…… (مسودة على الحساب الشخصي لـ بيسان على الفيسبوك)
لم تُختبر بيسان في ألم فقد عائلتها، فقد فقدت مع 13 فرد من عائلتها، ففي ال ١٥/١٠ تم قصف المنزل التي لجأت إليه بيسان وعائلتها هربا من القصف في الحي الذي نمت فيه أحلامهم لكنها لم ولن تتحقق.
كما لم تمتلك الفرصة ولا الوقت لكي تكتب الكلمة الوحيدة التي يسعى كل غزاوي إلى المطالبة بها وهي مستقبل آمن لتحقيق الأحلام، تاركتاً وراءها أبوها للتنديد بما حدث لفذات أكباده وعائلته على حسابه بالفيسبوك اقرأ المنشور من هنا قبل ساعة واحدة من استشهاد بيسان نشرت منشور تتمنى فيه الشهادة وقد نالتها، فمصير الشهيد الجنة ومصير الغزاوي أحلام بمستقبل مجهول فتمنت المضمون بدلاً من ألم المجهول.

وهذه آخر رسالة وجهتها بيسان للعالم على حسابها بإنستجرام

بيسان كان لديها أحلام هي و ١٣ فرد من عائلتها، كانت تريد إيصال أحلامها وتوثيقها، وهذا المقال تغطية بسيطة لما حدث في حياة بيسان، ويغطي جزء من أحلامها التي لا يسعنا سؤالها عنها، فما فائدة السؤال وصاحبة الأحلام غادرت عالمنا تاركة ورائها رسالتها التي سعت دائماً لنشرها والتنديد بها على وسائل التواصل الاجتماعي،دعونا نتذكر بيسان حلاسة ونشارك قصتها وأحلامها.
ولاننسى أن هناك أكثر من ١٤ ألف شهيد من بينهم أكثر من 6 الآلاف طفل استقبلوا عالمهم بأذرع مفتوحة تنتظر من يضمها ويطمئنها ويضمن لها مستقبل حر وآمن لمدينتهم غزة، فتفاجئوا بقنابل الإحتلال التي حولتهم إلى أشلاء يتم انتشالها كل يوم منذ ال ٧ من أكتوبر وحتى الآن.
Hi, this is a comment.
To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.