الثورة العربية الكبرى 

بسبب المكانة الدينية والاستراتيجية لفلسطين، لم يكن بيدِ الدول العربية السكوت عن الأوضاع التي نشبت بها الفترة الماضية، فثارت حفيظتها فيما عُرف باسم الثورة العربية الكبرى. دعنا نتعرف إلى ملامح تلك الثورة، وكيف بدأت.

بريطانيا تشعل النيران بين العرب والعثمانيين

اقتنعت بريطانيا بأن القضاء على الدولة العثمانية لن يؤتى إلا من داخلها، لذا أمعنت البحث عن بديل عربي في الأراضي التي حكمها العثمانيون يقود ثورة ضدها.

واشترطت بريطانيا أن يتمتع البديل بصفات محددة تضمن بقائه تحت سيطرتها، وانطبقت تلك المواصفات على الشريف الحسين المنحدر من سلالة النبي (صلى الله عليه وسلم)، والذي كان يتمتع بسلطة روحية بفضل هذا النسب.

هل وافق الشريف حسين على الثورة؟ 

لم يجد الشريف الحسين فرصة أفضل من ذلك في الاستبقاء على منصبه الذي رغب العثمانيون من تنحيته عنه، والذي -بلا شك- تسبب بتوتر بالغ بين الطرفين.

وفي إثرها بدأت المراسلات بين الشريف الحسين وبريطانيا عبر مندوبها في مصر “هنري مكماهون” عام 1915، وخلصت مراسلات الحسين مكماهون -كما سُميت بعد ذلك- إلى تشجيعه على الثورة ووعده بتنصيبه خليفة.

العرب تشعل الثورة لعيون بريطانيا 

في عام 1916 تحديدًا 10 يونيو أطلق الشريف الحسين رصاصة من شرفة قصره في مكة إعلانًا على انطلاق الثورة العربية الكبرى، عقب إعدام السلطات العثمانية مجموعتين من العرب، ولقد اعتمدت الثورة في تسليحها على ما كانت تبعثه بريطانيا من سلاح ومال، فقد أمدتها بنحو 71 ألف بندقية وأكثر من 40 مليون طلقة.

أهم الأحداث التي عاشتها الثورة:

1. هجمات عربية مدعومة من بريطانيا على الوحدات العثمانية في جدة، والاستيلاء على المدينة بأكملها.
2. صمود الحامية العثمانية في المدينة المنورة بقيادة فخر الدين باشا، ورفضها التسليم حتى عام 1919.
3. السيطرة على مدينة الطائف وثغري “الليث” و”المويلح” على البحر الأحمر بقيادة نجل الشريف الحسين الأمير عبد الله.
4. تجنيد الرعايا العرب العثمانيين داخل مكة والطائف في صفوف القوات العربية رغمًا عنهم.
5. إرسال جنود مسلمين من مصر للمشاركة في الثورة.
6. تحمل توماس لورنس -المعروف باسم لورانس العرب- قيادة الثورة، لما رآه من ضعف قد يضيع جهود هذه الثورة.
7. مهاجمة لورانس القوات العثمانية وتدمير خط السكك الحديدية، لتقييد حركة الجيوش العثمانية وحث الجبهات الرئيسية -مثل العراق وفلسطين- على التحييد.
8. شن هجوم على ميناء العقبة بقيادة كل من لورانس والأمير فيصل -أحد أبناء الشريف الحسين-، والاستيلاء عليه.
9. مساعدة العرب الجنرال البريطاني إدموند -قائد التجريدة المصرية وقت الانتداب البريطاني- على مهاجمة خطوط الدفاع العثمانية في غزة، والاستيلاء على القدس عام 1917.
10. الاستيلاء على دمشق عام 1918.
11. التوقيع على هدنة مودروس بين العثمانيين وقوات الحلفاء 1918، ما أنهى العداء بين الطرفين.
12. إعلان المؤتمر الوطني السوري الامير فيصل بن الحسين ملكًا على سوريا.

اتفاقية سايكس بيكو، ونهاية الوحدة العربية 

في  خضم الحرب العالمية الأولى، عقدت بريطانيا وفرنسا وروسيا اتفاقية سرية نصت على تقسيم أراضي الدولة العثمانية فيما بينها، وظلت تلك الاتفاقية في طي الكتمان حتى ثورة البلاشفة في روسيا التي نشر خلالها الثوار وثائق سرية تخص الدولة كان من بينها اتفاقية سايكس بيكو.

بريطانيا تطمئن الحسين 

في إثر هذه المكاشفة غير المحسوبة، استفسر الشريف الحسين عن فحوى الوثائق، وما لبثت بريطانيا أن طمأنته بأنها محادثات قديمة مؤقتة فصدقهم وهنأهم عند الاستيلاء على مدينة القدس، قائلًا “إن هذا النبأ مستلزم للفخر العظيم”.

انكشاف وجه بريطانيا الحقيقي

عندما انتهت الحرب وعُقدت هدنة مودروس، أظهرت بريطنيا وجهها الحقيقي فلم تقدم للشريف الحسين ما كان يطمح إليه ولم تحقق حلم الدولة الموحدة الذي أملّ فيه العرب. هنا تنتهي محطتنا اليوم، غير أن المؤامرات لم تنته عند هذا الحد، فما يزال للقصة بقية… 

أهم المعلومات حول الثورة العربية الكبرى

• قائد الثورة العربية: الشريف الحسين بن علي بدعم من بريطانيا.
• تاريخ اندلاعها: 1916 ميلاديًا.
• أطراف الثورة: الشريف الحسين ضد الدولة العثمانية. 
• علم الثورة: في البداية تكون من 4 مستطيلات يحمل كل منها لونًا مستقلًا: الأبيض والأسود والأخضر والأحمر، ثم عُدل بعد ذلك عبر تحويل المستطيل الأحمر إلى مثلث يحمل اللون ذاته ويتصل بالثلاث مستطيلات الأخرى. وتشير ألوان العلم إلى: 

• الأسود: بيان للدولة العباسية.
• الأخضر: بيان للدولة الفاطمية.
• الأبيض: بيان للدولة الأموية.
• أسباب الثورة: 

1. الرغبة في الاستقلال عن العثمانيين، وذلك للتخلص من سياسة التتريك والتجنيد الإجباري والأوامر التي تسببت في الأوضاع الصعبة للبلاد، مثل المشاركة في الحرب العالمية الأولى ومصادرة المحاصيل الزراعية.
2. خشية بريطانيا من انتصار المسلمين وثورتهم ضدها وإحياء فكرة الوحدة العربية.
3. طموح الشريف حسين في تولي منصب خليفة العرب والمسلمين.