طوفان الآقصي

مجزرة مستشفى الشفاء

سنتعرف سوياً على واحدة من أبشع المآسي، والجرائم الذي قام بها الاحتلال الإسرائيلي بمستشفى الشفاء الفلسطينية.

في حادثة مروعة تعكس وحشية الاحتلال الإسرائيلي، تعرضت مستشفى الشفاء في فلسطين إلى هجوم مروع أثناء اشتباكات مع المقاومة، وكانت تلك اللحظات حيث اقتحم الاحتلال المستشفى، وقصف ساحاته، مما أدى إلى إثارة الفوضى والرعب لدى كل مريض، وطبيب بالمستشفى.

وخلال هذه الاشتباكات، قام الاحتلال بإطلاق النار على المدنيين الذين حاولوا الفرار، ما أسفر عن سقوط ضحايا بينهم. رغم إعلان الاحتلال عن ممر آمن للناس، والسماح للخروج لهم تم استهدافهم بإطلاق الرصاص الممزوج بالغدر، والدماء فمنذ البداية وجميع أهالي فلسطين لا يأمنون لعهدهم، ولكن هل من خيار آخر لدى مرضى، وطاقم أطباء يموتون بالجُملة من أطفال وشيوخ، ونساء غير أنه يُعطي لهم الأمان رغم أنفه، ولكن في النهاية هذه أقدارهم، وإنهم حقاً يستحقون نيل الشهادة.

واستكمالاً للتحايل على الطاقم الطبي، إدارة مستشفى الشفاء طالب الاحتلال بتجميع الطواقم الطبية في نقطة واحدة، إلا أن هذا الطلب تم رفضه بسبب وجود عدد كبير من المرضى الذين كانوا بحاجة إلى العناية الطبية تمت مداهمة وتفتيش كل زوايا المستشفى، وشهد الاحتلال استيلاءه على مختلف المرافق، مما خلق حالة من الرعب، وعدم اليقين بين المرضى، والطاقم الطبي كما منعوا موظفي المستشفى من دخول الصيدلية، مما أدى إلى نقص حاد في الإمدادات الطبية والدوائية.

وفي خطوة أخرى مدانة، قام الاحتلال بأخذ جثث الشهداء من الساحات والثلاجات، مما جعل مصيرها غامضًا وزاد من ألم الأهالي الذين فقدوا أحباءهم. وللأسف، فقد فقدنا العديد من الأطفال البريئين الذين فارقوا الحياة جراء هذا الهجوم الوحشي بعد انقطاع الأجهزة عنهم بسبب الهجوم الموحش.

ماذا فعل الاحتلال لتبرير اقتحام مستشفى الشفاء أمام العالم؟

كما اعتدنا جميعاً أن الاحتلال الصهيوني دائماً ما يُصدر رواية أخرى مُتنافية مع الحقيقة، ويجعل كل المنظمات، والدول الغربية  تثبيت تلك الرواية، فقام الكيان المُحتل بالجلوس لساعات طويلة دون إصدار أي تصريح رسمي يوضح أسباب اقتحام المستشفى. وفي محاولة لتبرير هذا الهجوم، قدموا فيديو يدعي وجود أسلحة ومعدات لحماس في “غرفة الرنين المغناطيسي”، ونشروا صورًا من فيديوهات أجنبية تدعي وجود أنفاق.

بالطبع بعد سماعك تلك الرواية ستنفضح تلك الأكذوبة، من أُناس شاهدة عيان في نفس ذات التوقيت قاموا بتصوير مقاطع كثيرة تكشف على أن ما قد صدّروه للعالم هو قناع ذائف لا صحة له حيث؛ تم تصوير لقطات فيديو تظهر صناديق المساعدات بجوار الأسلحة والمعدات المزعومة لحماس في الفيديو الذي نشره الاحتلال، وتم عرض لابتوب في الفيديو باعتباره دليلاً على وجوده لدى حماس، ولكن بعد انتقادات الرأي العام، قاموا بحذف الفيديو وإعادة نشره بعد تعديلات غامضة قامت بالتلويش عل الجهاز المملوك لهم وأعادوا نشر المحتوى؛ مما أظهر تلاعبًا واضحًا في تقديم الأحداث من قبل الاحتلال، مما يطرح تساؤلات حول مصداقية الرواية التي قدموها.

لماذا تُعد مجزرة مستشفى الشفاء مأساة إنسانية مروّعة؟

تفيد تصريحات د. أشرف القدرة عبر قناة الجزيرة  بالكشف عن مأساة إنسانية جديدة في مستشفى الشفاء بفلسطين، حيث أكد أنهم نفذوا من الماء، والمؤن المتاحة لديهم، بينما يبلغ عدد النازحين، المرضى، والجرحى، والطواقم الطبية حوالي 10 آلاف شخص.

وفي تقرير آخر، أفاد د. أشرف القدرة بأن الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات تفتيش في مبنى الجراحات التخصصي بالمستشفى، مع تكرار إطلاق النار داخل المبنى بين الحين والآخر، مما يزيد من حدة الوضع، ويعرض سلامة المرضى للخطر.

ما يزيد من الصدمة هو تقديم د. أشرف القدرة لإحصائيات مأساوية، حيث أعلن عن فقدان 50 من المرضى والجرحى خلال الثمانية أيام الأخيرة. من بين هؤلاء الفقدان، ثلاثة من الأطفال الخدج، وأربعة مرضى كلى، بالإضافة إلى 20 شخصًا في العناية المركزة وآخرين..

هذه التفاصيل المروعة تبرز الأزمة الإنسانية الخانقة التي يعيشها الناس في مستشفى الشفاء، مما يستدعي الانتباه الدولي والتحرك السريع للتصدي لتلك الحالة الطارئة وضمان سلامة المرضى وحقهم في العلاج والرعاية الصحية.

_________________

كيف تم إثبات كذِب رواية الاحتلال في وجود أسلحة داخل المستشفى؟

دائماً ما يأتي كيدهم في نحرهم فقد صدّروا فضيحة لهم حتى يراها العالم أجمع حينما نشر الجيش الإسرائيلي فيديو على حسابه بالإنجليزية يزعم وجود أسلحة داخل غرفة الرنين المغناطيسي في المستشفى ثم أظهر أنه عثر على لابتوب يُزعم أنه لـ حماس، وهنا كانت الفضيحة.

في بداية الأمر، عُرض اللابتوب بدون شفرة حماية، ما يعتبر أمرًا صعب التصديق، خاصةً أن حماس التي تعتبر السرية جزءًا أساسيًا من نشاطاتها، لم تكن قد ضعت كلمات مرور على لابتوباتها.

وتكشف الفضيحة الحقيقية عندما تبيّن أن اللابتوب يحتوي على صورة لمجندة إسرائيلية، Ori Megidish، نفس المجندة التي أعلن الجيش الإسرائيلي عن قيامه بعملية خاصة لإنقاذها، ثم تبين لاحقًا أنها لم تكن في قائمة الأسرى.

في محاولة لتدارك هذا الخطأ الفادح، قام الجيش الإسرائيلي بتعديل الفيديو وقص 20 ثانية من لقطة اللابتوب، وقام بتغطية شاشة اللابتوب. ورغم ذلك، يظهر واضحًا أنهم نسوا عمل مونتاج للفيديو، مما يُثبت نقلهم للأسلحة إلى المستشفى وتصوير اللقطة وبثها، ولكنهم تناسوا إجراء التعديلات اللازمة.

هذه الفضيحة تُلقي الضوء على استخدام الأكاذيب والتضليل من قبل الجيش الإسرائيلي، وتُثبت أن محاولاته في تبرير اقتحام المستشفى تستند إلى تزوير الحقائق وتشويه الوقائع.

__________________

بلغة الأرقام كم عدد الضحايا نتيجة الهجوم على مستشفى الشفاء؟

بناء على تقرير وزارة الصحة:

– تم قتل 20 من أصل 23 بالعناية المُركزة في هذا الهجوم.

– مات 17 مريضاً بسبب منع الاحتلال الطاقم الطبي من جلب الأغراض من الصيدليات بالمستشفى.

– وانتهاء حياة عدد من 3: 5 رضيعاً بسبب الدخان، وعدم توفر الأكسجين لهم. 

تلك اللحظات المأساوية في مستشفى الشفاء تطلبت تضاف إلى سجلات الظلم، والانتهاكات الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني؛ فيجب أن تكون هذه الأحداث في صلب اهتمام المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للكشف عن حقيقة ما حدث والمطالبة بالعدالة ووقف هذه الانتهاكات الصارخة.

وفي النهاية هذه المشاهد التي نُشاهدها على مرمى الأعين لن تنتهي حتى نصل بأصواتنا للعالم أجمع لذا لا تتوقف عن التحدث عنهم، ودعمهم بالدعاء.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى