مدن فلسطين

مدينة عكا

نظرة عامة عن المدينة:

بفتح العين وتشديد الكاف هُنا مدينة عَكّا الفلسطينية مركز صناعة السفن في فلسطين، وتتميز بإطلالها على البحر مباشرة، وحُكي أنها أول من صنع الزجاج من الرمال، وتُعد من أقدم المُدن، أبرزها، ومرّت بكثير من المراحل التاريخية التي أشادت بصمود أهليها، وظلّت تحارب، وتقاوم حتى آخر ثانية.

بقراءة هذه المُدوّنة ستتعرف على قُصة مدينة عَكّا ونُجيب على جميع ما هو آت:

– موقع المدينة.

– تاريخها.

– سُكانها الأصليون.

– مزاياها.

– السبب وراء تسميتها بهذا الاسم.

– ماذا يُطلق عليها الصهاينة.

الموقع الجغرافي: 

تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن القدس حوالي 181 كم إلى الشمال الغربي، وتبلغ مساحتها 18.09 كم مربع، وتُعتبر عَكّا ذات موقع اقتصادي، وتجاري فريد بفضل مينائها الذي يُعَدّ من أهم وأقدم موانئ فلسطين التاريخية لصيد الأسماك، كما تُعتبر ذات موقع أثريّ مهم؛ حيث تحتوي على العديد من الآثار، والمعالم، والأماكن الأثرية القديمة من غالبية العصور التّاريخية مثل:السّوق الأبيض وحمّام الباشا وخان العمدان والقلعة وأسوارها الحصينة والممرّ الألماني وجامع الجزّار.

تاريخ المدينة:

تأسست مدينة عكا في الألف الثالثة قبل الميلاد على يد إحدى القبائل الكنعانية العربية، التي جعلت منها مركزًا تجاريًا مهمًا، وأطلقت عليها اسم “عكو”، والذي يعني الرمل الحار. باتت المدينة جزءًا أصيلاً من دولة الفينيقيين، حيث يُعتقد أنهم كانوا أوائل من صنعوا الزجاج من رمال عكا.

سقطت المدينة في عام 1479 قبل الميلاد بأيدي الجيوش المصرية، ولم تستطع العبرانيون السيطرة عليها، فظلت كنعانية عربية حتى خضعت للآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد. في القرن السادس قبل الميلاد، أصبحت جزءًا من إمبراطورية الفارسية الكبرى، وظلت كذلك حتى احتلها الإسكندر المقدوني في القرن الرابع.

تم فتح مدينة عَكّا للإسلام، دخلها المسلمون بقيادة شرحبيل بن حسنة في عام 16 هـ في عهد معاوية بن أبي سفيان، وأصبحت مركزًا رئيسيًا لصناعة السفن.

تجاوزت المدينة تحت حكم العثمانيين في زمن السلطان سليمان القانوني، حيث شهدت تطورًا وازدهارًا، وتميزت بمقاومة أحمد باشا الجزار لزحف نابليون، وقام باحتلالها البريطانيون في عام 1918م، ومن ثم احتلتها القوات الصهيونية في عام 1948، مما أدى إلى مجازر وتهجير لسكانها.

منذ الاحتلال الصهيوني، شهدت عكا تغييرات تهدف إلى إلغاء طابعها العربي، حيث تم هدم البنية التحتية، وتطوير مناطق سياحية جديدة؛ لطمس التراث الحضاري الإسلامي بها، ولكن بفضل أهلها، وبسالة شُبانها يظل الوجود الفلسطيني في مدينة عكا فريدًا، حيث يحتفظ السكان ببيوت البلدة القديمة، ومعالمها التاريخية، والدينية والتراثية بشدة، وتظل عكا الميناء الرئيسي لمملكة القدس الفلسطينية.

السكان الأصليون:

 القبائل الكنعانية العربية التي جعلت منها مركزًا تجاريًا مهمًا، ودعتها (عكو) أي: الرمل الحار، وصارت المدينة بعد ذلك جزءً أصيالاً من الدولة الفينيقية.

ما يميّز المدينة:

تتميز المدينة بالعديد من المعالم التاريخية البارزة، ومن بينها حدائق البهجة، التي تقع على بعد كيلومترين إلى الشمال من عكا. يشمل هذا الموقع ضريح “بهاء الله”، مؤسس الديانة البهائية، الذي يعد من المعالم الدينية الهامة في المدينة.

وفي المدينة يقع مقام النبي صالح “عليه السلام” في المقبرة الإسلامية جنوبي عكا، حيث يُعتَقَد أن به ضريح النبي صالح عليه السلام. يضم الموقع أيضًا أضرحة الشهداء الثلاثة: فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير، الذين أُعدِموا على يد الإنكليز.

كما يضم موقع المدينة ضريح الشيخ غانم، الذي كان من العوامين وقام بتسهيل الاتصال بين سكان عكا وصلاح الدين الأيوبي. ويُروَى أنه لقي مصرعه غرقًا، وتم العثور على جثته قرب الميناء.

وتتميز عكا من الناحية الزراعية بكثرة المحاصيل بفضل سهل عكا؛ حيث تكثر فيها الحبوب بمُختلف أنواعها، وجميع أصناف الخضر وكثير من الأشجار المثمرة، وخاصة الزيتون، والحمضيات، إلى جانب العنب، والتين، واللوز، والمشمش، والبرقوق

والخوخ، والتفاح، والكمثرى، والموز وأخيراً النخيل.

وتعتبر من أهم معالمها:

– سور المدينة.

– قلعة عكا.

– مسجد الجزار.

– السوق الأبيض.

– كنيسة ودير الفرنسيسكان.

– منارة عكا.

ماذا يُطلق على المدنية من خلال الصهاينة:

يطلق عليها الصهاينة “عكو”

كما كانت تُعرف المدينة بأسماء مختلفة على مر العصور:

حيث أُطلق عليها زمن الإغريق اسم “بطليموس”

وفي العهد البيزنطي سُميت “سامريتيكا” نسبةً إلى السامرة.

خلال حكم الصليبيين، تغيّر اسمها إلى “سانت جون داكر”

ومن ثمّ، استعادت اسمها الأصيل “عَكّا” بعهد المماليك.

في النهاية:

بختام رحلتنا الثقافية إلى مدينة عكا العريقة، نلمس بوضوح أن هذه المدينة ليست مجرد تجمع جغرافي! بل هي أرض تحمل أعبائها التاريخ بكل فخر وصمود. فقد شهدت تناوب الحضارات، وتلوّنت بطيف العصور، ظلّت نموذجًا حيًّا للصمود أمام كل تحدٍ واجهته أهلها.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى