الاستيطان وبدايات الهجرة اليهودية

- Knowledge is power
- The Future Of Possible
- Hibs and Ross County fans on final
- Tip of the day: That man again
- Hibs and Ross County fans on final
- Spieth in danger of missing cut
هل سمعت من قِبل عن مصطلح الاستيطان؟ يتألف ذلك المصطلح من جذر الكلمة (وطن) مضافًا إليه أحرف الزيادة (استـ)، والتي يصف أساتذة اللغة أن دخولها على الفعل يفيد الطلب، بمعنى طلب الوطن.
ولقد عرف قاموس لسان العرب بأن استوطن تعني اتخذها وطنًا واكتفى بذلك الأمر، في حين ضافت قواميس لغوية أخرى أن الفعل يعني أقام في بلد غريب واتخذه وطنًا له.
ولعل ذلك قد أشار بقدر ما على ما فعلته الحركة الصهيونية في أرض فلسطين، إذ أقامت مستعمرات يهودية على أنقاض أحياء فلسطينية رغمًا عن أهلها.
وحتى يتسنى لنا معرفة كيف بدأ هذا الأمر لا بد أن نتتبع أوائل هجرة اليهود إلى فلسطين.
بداية الهجرة اليهودية
يتكون النسق الاجتماعي لفلسطين -مثل غالبية الدول العربية والإسلامية- من أطياف الديانات السماوية؛ المسلمين واليهود والمسيحيين، يُنسبون جميعًا إلى أصول فلسطينية، وقد كان المسلمون يعبرون على النصيب الأكبر من السكان يليهم المسيحيون ثم اليهود.
وفي نهاية الحكم العثماني أو أعقابه تمركزت المجموعات اليهودية في 4 مدن فلسطينية، هي صفد وطبريا والخليل والقدس، فكيف ارتفع نصيبهم من الأراضي الآن حتى صارت 78% من أرض فلسطين تحت أيديهم؟
الهجرات اليهودية على 5 أفواج
لم يسارع مؤسسو الحركة الصهيونية على إشعال حفيظة العرب نحوهم فجأة، فعملوا على إنشاء هجرات متتالية على أعوام متفرقة لجميع يهود العالم، تركزت على 5 أفواج، هي:
- الهجرة الأولى، وامتدت ما بين 1882 و1903، وهاجر خلالها نحو 20 إلى 30 ألف يهودي غالبيتم ذوي سن كبير، وتُسمى بـ “عليا الأولى”.
- الهجرة الثانية، وامتدت ما بين 1904 و1914، وهاجر خلالها 35 أو 40 ألف شخص غالبيتهم من شباب روسيا اليهودي، وأشهرهم ديفيد بن غوريون وليفي أشكول.
- الهجرة الثالثة، وامتدت ما بين 1919 و1923، وكان غالبية مهاجري تلك الفترة من شرق ووسط أوروبا.
- الهجرة الرابعة، وامتدت ما بين 1924 و1928، وبلغ عدد المهاجرين خلال نحو 70 ألف يهوديًا، مكث منهم 52 ألفًا والبقية رحلوا عن فلسطين.
- الهجرة الخامسة، وامتدت ما بين 1929 و1939، وحدث خلالها أكبر هجرة يهودية إذ بلغ عدد المهاجرين قرابة 280 ألف يهوديًا، ويعود العدد الكبير لهذه الهجرة إلى فرار أغلبهم من الحكم النازي في ألمانيا.
عدد المستوطنات اليهودية قبل المؤتمر الصهيوني الأول
قبل انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول كانت المستوطنات اليهودية في فلسطين قد بلغت نحو 15 مستوطنة.
دوافع الهجرة اليهودية والممول الأكبر لها
ترتكز فكرة الهجرات اليهودية لفلسطين إلى إقامة وطن قومي لليهود بعدما كانوا متفرقين في أراضي العالم، والتحرر من النظرة الدائمة لهم بأنهم غرباء ومكروهين.
ولأن الأمر قد بدى صعب التحقيق في البداية، دعت المؤتمرات اليهودية أثريائها إلى شراء أراض تستوعب المهاجرين، من أبرزهم روتشيلد.
الحكم العثماني يتصدى ولكن..
لقد التفت الحكم العثماني آنذاك لحركات الهجرة المتتالية، فأصدر قوانين تمنع تملك الأجانب للأراضي الفلسطينية وسنّ تشريعًا يحرم على المسافرين لفلسطين من اليهود البقاء أكثر من شهر.
ورغم هذه التشريعات، حال التراخي في تطبيق القوانين والفساد الإداري دون العمل بها على أرض الواقع.
الجمعيات.. الروح التي تحمي اليهودي وتقوي عضده
منذ الهجرة الأولى لاحظ أثرياء اليهود أن المهاجر يعاني صعوبات في التعايش مع الأرض الجديدة فلا يستطيع زراعتها، فضلًا أن غالبيتهم لجأ إلى استئجار عمالة عربية ذات كلفة منخفضة للعمل في الزراعة، والأمر الذي الطين بلة مشكلات نقص المياه وانتشار الأوبئة مما أدى إلى وفاة غالبية المهاجرين.
وكمحاولة لحل تلك المشكلة فكر روتشيلد -كأحد أبرز ممولي الهجرة الصهيونية- إنشاء علاقة روحية بين الشعب اليهودي والأرض فأقام جمعية “إيكا” التي عملت على وضع خطة للتنظيم الاقتصادي، تلاها عدة جمعيات أخرى ترعى مصالح اليهود.
إضافة لهذه الجمعيات ظهرت مؤسسات مالية وراسمالية تعزز الوجود الصهيوني على أرض فلسطين وتدعم مشاريعه.
دغانيا.. مستوطنات للشباب
لمّا كان المهاجرين الأوائل من اليهود ذوي أعمار كبيرة ولم ينجحوا في الزراعة وغيرها، اعتنى الشباب -مهاجرين الدفعة الثانية- بإقامة مستوطنات تحمل نمط خاص بعيدًا عن هذه الفئة العمرية، أولها منها مستوطنة دغانيا التي اتسمت بنظام حياة يُدعى الكيبوتس.
ما هو الكيبوتس؟
يُعرف الكيبوتس بأنه نظام حياتي يهتم بالزراعة وتربية المواشي وجميع صور الحياة الريفية بأيد يهودية لا عربية.
ولقد تبع مستوطنة دغانيا أخريات تحمل نفس نمط الحياة تمهيدًا لوفود الهجرات التالية، وتذليلًا لعقبات الاستيطان التي لمسها اليهود في أفراد الهجرة الأولى.
اليهود يؤسسون لبنات حياتهم المدنية
لم تكن الزراعة الأمر الوحيد الذي اعتنى به اليهود بعد استيطانهم في فلسطين، إذ عملوا على مدّ تحكمهم في فروع اقتصادية ومجالات حياتية أخرى، نذكر منها:
- فرع البناء وتشييد الطرق.
- إقامة منظمة عمالية للعبريين تحت اسم (الهستدروت).
- فتح مؤسسات تعليمية.
- إنشاء مراكز تجارية.
- تطوير الصناعات.
- فرع الكهرباء.
- مصانع الغزل والمواد الغذائية والصحية والأثاث.
- توسيع مساحات الأراضي الزراعية.
- إنشاء مسرح عبري (هبيما).
بهذا أحكم اليهود وجودهم في الأرض الفلسطينية، ولا ننسى أن المستوطنات قد أقيمت عبر انتزاع أراض الفلسطينيين عنوة وقتل من يرفض منهم الأمر.
والسؤال الذي قد يترك البعض منا في حيرة، أين كان الفلسطينيون مما حدث؟ هل تغافلوا عن التوسع اليهودي؟ أم حاربوه؟ لعل الإجابة ستجدها في مقالنا التالي الثورة الفلسطينية الكبرى.
المصادر:
- https://www.madarcenter.org/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA/1478-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9
- https://www.ajnet.me/midan/intellect/history/2024/1/8/%D9%85%D9%86-%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AF%D8%BA%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B7%D9%86
Hi, this is a comment.
To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.